درستُ في حصة فيزياء ذات صباح قانونًا ينصّ على :
" الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم "
وأكملت معلمتي بقولها :
لكنّها تتحول من شكلٍ إلى آخر
طالَما أيقنتُ أن الحزن شكلٌ من أشكال الطّاقة
إذ أنّه سنةٌ كونية ، يتناسب طرديًا مع الحياة الدنيا ،
طاقة الحزن ، طاقةٌ كامنة ، حيثُ أنّها تنبع من هاهنا ، من الدّاخل ،
لا تفنى ، حيثُ أنّ الحُزن كتلةٌ إن خرجت من مكمن صاحبها ولجت إلى مأوىً آخر !
الحُزن حُرمة ، وحرمته أنه لا يستحدثُ من العدم ،
أسبابهُ دقائقٌ صغيرةٌ تملئ تفاصيل اليوم ، نتنفسها ، أو نقرأها ، أو ربّما نتلمسُها بحواسّنا كلّها ،
للهِ ، كيف للأحزان تبديد الحبور ،
كيف ترسمُ على عقولنا هالات العزاء ،
كيف لا تتخمُ إذ تلهمُ أيّامنا سوادًا قاتما ،
نبدو كـ ضريرٍ يعلمُ السبيل ، ولا يُهدى إليه
أنستنا كيف كنّا نفرح ، كيف يبدو شكلُ الفرح ولونه ونكهته ،
جعلتنا نعمدُ لـ مترجمٍ ، لنستعيد فهم لغة السعادة !
... ربّاه ، الحزنُ يأكل بضع قلبي ، يأكله فينسيني كيف كُنت وكيف أصبحت !
ربّاه ألهمني كيف أدفن الحزن ، كيف أذهبُ بهِ بعيدا دون أن يترقبني الآخرون ،
دون أن يشعروا بي ، دون أن أذيقهم بعضًا من أطيافه ،
ألهمني أن أنفي قانون حفظه !
لأحيله " الحُزن يفنى ، يفنى ، يفنى " !
4 | 4 | 1432 هـ