فيزياء الحُزن !



















درستُ في حصة فيزياء ذات صباح قانونًا ينصّ على :
" الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم "

وأكملت معلمتي بقولها :
لكنّها تتحول من شكلٍ إلى آخر



طالَما أيقنتُ أن الحزن شكلٌ من أشكال الطّاقة 
إذ أنّه سنةٌ كونية ، يتناسب طرديًا مع الحياة الدنيا ،


طاقة الحزن ، طاقةٌ كامنة ، حيثُ أنّها تنبع من هاهنا ، من الدّاخل ،
لا تفنى ، حيثُ أنّ الحُزن كتلةٌ إن خرجت من مكمن صاحبها ولجت إلى مأوىً آخر !
الحُزن حُرمة ، وحرمته أنه لا يستحدثُ من العدم ،
أسبابهُ دقائقٌ صغيرةٌ تملئ تفاصيل اليوم ، نتنفسها ، أو نقرأها ، أو ربّما نتلمسُها بحواسّنا كلّها ،
للهِ ، كيف للأحزان تبديد الحبور ،
كيف ترسمُ على عقولنا هالات العزاء ،
كيف لا تتخمُ إذ تلهمُ أيّامنا سوادًا قاتما ،

نبدو كـ ضريرٍ يعلمُ السبيل ، ولا يُهدى إليه
أنستنا كيف كنّا نفرح ، كيف يبدو شكلُ الفرح ولونه ونكهته ،
جعلتنا نعمدُ لـ مترجمٍ ، لنستعيد فهم لغة السعادة !


... ربّاه ، الحزنُ يأكل بضع قلبي ، يأكله فينسيني كيف كُنت وكيف أصبحت !
ربّاه ألهمني كيف أدفن الحزن ، كيف أذهبُ بهِ بعيدا دون أن يترقبني الآخرون ،
دون أن يشعروا بي ، دون أن أذيقهم بعضًا من أطيافه ،
ألهمني أن أنفي قانون حفظه !
لأحيله " الحُزن يفنى ، يفنى ، يفنى " !
4 | 4 | 1432 هـ

.. ,






*


المشهدُ القصير الّذي أدّيته لهذا اليوم ،
المشهدُ الذي أعلنتُ فيه هزيمتي !


حين كُنت أحاولُ جذبك للحضورِ غدًا أكثر ، بمحاولاتٍ فاشلة : )
- : بنجيب بكره الساندوتش الي تحبينه !
وبلغة العناد اللذيذة ،
- : أصلا بجي بكره !
- : ووووالله :""" ؟


_
هكذا ، كان يجبُ أن أُولم بالكذب كثيرًا ،
يجب أن أكون ذكيّة كفاية ، لأتقن دوري جيدًا ،
لأتقن تخبئة الصدق في الحقيقة !


كنت أعتبر تمثيلُ الكذب بُطولة ،
بطولةٌ تجعلُ الأحداثَ أكثر مُتعة ، أعمق إثارة ،
تجعلنا نبدو مع الأيام كـ مسرحيةٍ طويلةٍ لا تنتهي ،


... تنتهي ؟
قد تنتهي ،
وقد لا يأتي الإلهامُ عندما أنسى إحدى أدواري الصّعبة !
وأحيانًا ،
أكون قد حفظتهُ جيّدًا ، وراجعتهُ قبل أن أنام ،
وتأهبت به ،
لكنهُ يخذلني على حِين صدق ،
هكذا حين ينزلُ الصّدق وأنا في منأىً عنه ،
يجعلني كالبلهاء الّتي لا تفهم
وسط ضحكات الجمهور لمّا أيقنوا أنّي ممثلةٌ غير جيّدة حين سهى منّي الخطأ


علمتُ أنّ المسرحية الطويلة تلك ، لها نهاية قصيرة !
نهايتها كما كنّ يقلن جداتنا حينَ كنا ندفع للكذب ثمن شغبنا :
" حبل الكذب قصير "


ما الذي يدفعني للكبرياء ، لمَ أخجل ؟
عليّ اليوم أن أعترف
أنني الممثلةُ التي سخرَ منها جمهورها ،
و . . أني بطلةُ الكذب الفاشلة ،



29| 1 | 32


ابنة الجنّة ... ياربّ







جاري ،
أنا هُنا ... أطلق للذّاكرة نصيبا منك ،
أنا هنا ، لكنّ الدنيا تأكلني !
فارحم قطيعتي ،


*
يا ربّ ،
احفظني من شرّ الدنيا ،
واجعلني ابنةَ الجنّة البارّة .
                                                                           25|10

كل سنة وأنا أحسن وحدة بالعالم ! : )




كلّ عامٍ وَ أوطاني ترفلُ بهناء لا ينفد ،


* سبعة عشرَ عاما تغمرني طاعة ً يا ربّ : )





()











                   ... عدد شواليّ مميّـز : )

                   أنفال ، هنـد .. سَعدت بصحبتكما () ،
 


              * عزيزة ... شكرًا لسحر عدستك .
             -  العدد شوال 1429 .

... !





 


**

يظللني اتساعٌ فارغ !
آفـاقٌ من سـراب لا تحدّها أسوار .,


والطبل يقرعُ في المـدى ... ولا آذان تصغيه ,


لا حائط يسندني .. ولا سُحُب تظلّ !


حقًا !
من قال أني لا أبكي كُلّ سَحر ,
ومن يفتري ، أني غنيٌ عن الأحضان .!

="



**

لمَ أدفعني للاختباء خلف شوقي وأتعذّر باللا مبالاة دومًا !
أتراني لا أصدقُ إن قلتُ أني أنتقصُ صباح اربعائي هذا ,

حيثُ لا مشاكسة من " صباح الله " في الطابور !
ولا استراقُ نظرات أثناء الدّرسِ حين يقرصنا حُمّى الملل ,


تزدحمُ بكِ معايير الهناء دون غيرك !

ماذا أخبئ ايضا ؟
أيملئُك أن أحكي أني لم أتذوق صباحا لهذا اليوم ؟
فقط لم أذق ! إن كان يكفيك ,

*
غباء الدوام بدونك :"(

لك الحمد :")




وهّه !
وجمعتنا الأيّــام

الله لا يخليني


* الحمدلله ، الحمدلله ، الحمدلله :")